العجز الجنسي حالة منتشرة عالمياً تصيب
حوالي 152مليون رجل مع توقعات زيادة نسبتها
الى اكثر من 300مليون في سنة 2020م.
إن حوالي 40% من الرجال الذين تعدوا 40سنة
من العمر وحوالي 50% منهم ما بين عمر 50و
70سنة يشكون من درجة متفاوتة من العجز
الجنسي، أهم اسبابه تقدم العمر وداء السكري
وفرط الضغط الدموي والاكتئاب والأمراض
العصبية والنفسية وارتفاع تركيز الكوليسترول
في الدم وبعض العقاقير والسمنة وعدم مزاولة
الرياضة والركود الجسدي. وقد يكون العجز
الجنسي من أولى علامات بعض الأمراض لعدة
سنوات قبل ظهور أعراضها السريرية، فذلك يشدد
أهمية العوامل الجينية والعوامل البيئوية في
تسبب هذا المرض الجنسي. ومنذ حوالي 5سنوات
حدثت ثورة طبية عارمة في معالجته حينما
استعمل عقار "الفياجرا" بنجاح ولاقى اقبالاً
لا مثيل له في كل أنحاء العالم واستعمله منذ
ذلك الوقت حوالي 20مليون مريض مع نتائج
ايجابية لدى حوالي 70% منهم ومضاعفات قليلة
طفيفة ومزعجة ولكن غير خطيرة.
ونزلت الأسواق حديثاً عقاقير جديدة مثل (السياليس)
(سنافي) و(ليفيترا) المنافسة للفياجرا مع
نتائج مماثلة له من حيث النجاح والأعراض
الجانبية غير الخطيرة.
واما بالنسبة الى جميع الوسائل المستعملة
لعلاج العجز الجنسي فميزاتها انها تساعد
الرجل على الحصول على الانتصاب والمحافظة
عليه لمدة كافية للوصول الى النشوة أو
الايغاف ولكنها لا تتطرق الى السبب الأساسي
للعجز داخل الأجسام الكهفية وتفشل في حوالي
30% من الحالات العامة وبنسبة 50% إذا ما
كانت مسببات العجز تصلب شديد في الشرايين او
قطع اعصاب العضو التناسلي اثناء عملية
استئصال كاملة للبروستاتا بسبب وجود سرطان
فيها.
المعالجة
ولكن اغلبية المصابين بالعجز الجنسي يودون
معالجة موجهة مباشرة على اسباب عجزهم
تساعدهم على استعادة طاقتهم الجنسية بدون
اللجوء الى العقاقير والوسائل الأخرى
المتوفرة حاياً والتي رغم نجاحها وقلة
أعراضها الجانبية فهي تعتبر أدوات مؤقتة
للحصول على انتصاب مصطنع بدون أية محاولة
للتطرق إلى اسباب العجز، وذلك يفسر توقف
اكثر من 60% من المرضى عن متابعة العلاجات
الحديثة مع إيمان الكثير منهم ان يتمكن الطب
في اكتشاف وسائل مبتكرة تساهم في القضاء على
اسباب عجزهم وإتاحة الفرصة لهم بالاستمتاع
مجدداً بانتصاب "طبيعي" يشبه انتصابهم
الماضي قبل اصابتهم بالعجز الجنسي. فهل
هنالك أي أمل في تحقيق هذه الامنية الغالية
في المستقبل وما هي التطورات والأبحاث التي
برزت في هذا الحقل الطبي المبني على العلاج
الجيني وما هو أمل نجاحه واحتمال مضاعفاته
بالنسبة الى معالجة العجز الجنسي، وهل يمكن
باستعماله زيادة تركيز المادة الأساسية
لتوسيع جيوب وشرايين الأجسام الكهفية للحصول
على الانتصاب الطبيعي وهي NITRIC OXIDE "أوكسيد
النيتريك" وقبل المباشرة في مناقشة العلاج
الجيني علينا مراجعة فيزيولوجية الانتصاب
الطبيعي والخلل الكيماوي الذي يحدث في
أغلبية حالات العجز الجنسي داخل الأجسام
الكهفية.
ففي الحالة الطبيعية وعند حصول تهييج جنسي
تفرز أعصاب وشرايين وجيوب العضو التناسلي
مادة "أوكسيد النيتريك" التي تؤثر على مواد
اخرى موجودة داخل أجسامه فتوسع تلك الشرايين
والجيوب فيندفق الدم بغزارة إليها ويمنع
تسربه بالضغط على الأوردة تحت الغلالة
البيضاء فيحصل احتقان وانتصاب قوي، فيمكن
إذاً اعتبار الجهاز الوعائي داخل الأجسام
الكهفية جهازاً متخصصاً وامتداداً للجهاز
الوعائي العام في الجسم، فأي مرض أو آفة
تصيب عضلات الشرايين أو الجيوب الكهفية
الملساء وتمنع ارتخائها كتقدم السن.
والأعراض الأخرى التي ذكرناها قد تسبب خللاً
وظيفياً لآلة الانتصاب ويؤدي الى العجز
الجنسي وفشلا لعلاج بالعقاقير مثل الفياجرا
والسياليس ولفيثرا بنسبة 30% الى 50% وضرورة
اللجوء الى حقن المواد الموسعة للشرايين
داخل العضو التناسلي مباشرة او اجراء عملية
ادخال العصيات داخل الأجسام ا لكهفية وغيرها
من العلاجات، وفي أغلب تلك الحالات يشتكي
المريض في عدم قدرته على الحصول على انتصاب
كامل او فقدانه بسرعة قبل او اثناء الولوج
وقبل اتمام المجامعة، وقد يكون سبب تلك
الأعراض ايضاً تسرب الدم غير الطبيعي عبر
الأوردة اثناء الانتصاب نتيجة عدم ارتخاء
عضلات الجيوب والشرايين أو تقلصها. فأهم
عنصر للحصول على الانتصاب يرتكز على ارتخاء
العضلات الملساء في الأجسام الكهفية وأية
استراتيجية علاجية مستقبلية يجب عليها
التركيز على هذا الهدف للحصول على افضل
النتائج إما بزيادة كمية أوكسيد النيتريك
داخل تلك الأجسام ام باستعمال اية وسيلة
لتكاثر عدد خلايا العضلات الملساء، فأفضل
طريقة لبلوغ هذا الهدف هي باستعمال العلاج
الجيني الذي قد يحل محل جميع العلاجات
المتوفرة حاليا ويتفوق عليها من حيث نوعية
وعفوية وطبيعة الانتصاب.
العلاج الجيني للعجز الجنسي:
إن العضو التناسلي عضو مثالي للعلاج الجيني
حيث انه يتدلى من الجسم كجزء ثانوي ويمكن
حقنه بالمواد الكيماوية وغيرها بدون حصول
تسريبها الى الأوعية الداخلية بكمية كبيرة
فإذا ما أمكن حقن بعض تلك المواد مرة كل
6على 12شهراً والحصول على انتصاب قوي فذلك
قد يساعد الى شفاء العجز الجنسي، بعون الله
عز وجل، واستعادة الطاقة الجنسية الطبيعية
بدون اللجوء الى علاجات اخرى او حتى في حال
فشلها أو حدوث أعراض جانبية مزعجة
باستعمالها فهدف العلاج الجيني لمعالجة
حالات العجز الجنسي العضوية المنشأ يرتكز
على استعمال وسيلة طبيعية لا تحتاج الى
تناول عقاقير او استعمال طرق علاجية اخرى
للحصول على الانتصاب كحقن الأجسام الكهفية
بالمواد الموسعة للشرايين والجيوب الكهفية
وغيرها. فذلك يعني تطبيق تصحيح حيوي ثابت
لآفات العجز الجنسي الذي يعتبر شفاء على
المدى المتوسط أو الطويل بمعونة الله سبحانه
وتعالى، بدل من حدث ملطف ومصطنع كما يحصل
الآن مع العلاجات الحديثة فاذا ما كان أمراض
العجز العجزي مثلاً سببه نقص في إفراز مادة
أوكسيد النيتريك من الأعصاب أو الشرايين أو
الجيوب أو عدم تجاوب العضلات الملساء
بمفعوله مع زيادة في المواد المضيقة
للشرايين الكهفية فإن زيادة تركيز هذه
المادة الأساسية باستعمال العلاج الجيني
المحتوي على الانزيم المولد لتلك المادة وهو
"اوكسيد نيتريك سنتاز" (NOS) قد يؤدي الى
تأثير حيوي ثابت وطويل المدى عند التنبيه
الفيزيولوجي للعملية الجنسية عوضاً من مفعول
وقتي كما يحصل مع العلاج الدوائي بالعقاقير
كالفياجرا والسياليس وغيرها.
فأول محاولة للعلاج الجيني تمت سنة 1997م
بنجاح على الجرذان المسنين بواسطة زرق
الانزيم (NOS) عبر فيروسات خاصة تدعى الحمات
المضخمة للخلايا في الأجسام الكهفية، بدون
أية أعراض جانبية مما أكد الاعتقاد ان زيادة
تركيز ذلك الانزيم قد يساعد على شفاء بعض
حالات العجز الجنسي التي يكون سببها نقص في
مادة "أوكسيد النيتريك" خصوصاً ان الشبكة ما
بين الخلايا تتميز بالتقارب الذي يسمح إلى
المواد المزروقة في جهة واحدة الى الانتشار
في كل انحاء العضو التناسلي، وقد اكدت عدة
دراسات حديثة على الجرذان نجاح العلاج
الجيني باستعمال هذا الانزيم S NO ولكن
هنالك جينات عديدة اخرى تلعب دورا فعالا في
عملية الانتصاب كالتي تضبط القنوات الطويلة
للبوتاسيوم maxi-K+channels التي تتحكم
بالكالسيوم داخل الخلايا وتساعد على ارتخاء
عضلات الشرايين والجيوب الملساء وتحدث
الانتص
اب وجينات عوامل النمو المسؤولة على تصحيح
الخلل النسيجي المسؤول عن الاصابة الوعائية
والعصبية للعجز الجنسي. ففي بعض الدراسات
الاختبارية المبتكرة استنسخت مادة الدنا DNA
في اللحمات الغدية ADENOVIRUS وزرقت مباشرة
في الاجسام الكهفية بدون حصول اية تفاعلات
مناعية، واستعملت طريقة مماثلة باستعمال
التغذوي العصبي عبر ذات الناقلات الحيوية
لتجدد لاعصاب الكهفية المبتورة بنجاح مرتفع
مما يبشر خيراً حول امكانية معالجة العجز
الجنسي العصبي الناتج عن استئصال كامل
للبروستاتا مع قطع اعصاب العضو التناسلي
اثناءها.
فتلك المحاولات التجريبية في المعالجة
الجينية للعجز الجنسي لابد أن تستمر في عدة
مراكز ابحاث عالمية على اتجاهات عديدة منها
ما هو خاص بالعلاج الجيني عامة ومنها ما هو
مركز على طبيعة الجينات الخاصة المسؤولة عن
العجز الجنسي أو خلل فيزيولوجية الأجسام
الكهفية. فالعلاج الجيني الخاص في المستقبل
سيركز حتما على العوامل المحضضة لانزيم NOS
والانسجة العصبية والوعائية عند حدوث تنبيه
جنسي طبيعي، وتثبيط البروتينات التي تحد من
مفعول تلك الانزيمات في الأجسام الكهفية
وذلك باستعمال ناقلات حيوية فعالة وغير
خطيرة بالنسبة الى حدوث تفاعل مناعي شديد
نتيجتها، وانه من الممكن ايضاً دمج العلاج
الدوائي عبر الفم مع العلاج الجيني الذي يحث
افراز الانزيمات الاساسية للانتصاب وذلك
ارادياً عندما تستدعي الحاجة اليه.
الخلاصة
رغم ان جميع تلك الوسائل العلاجية التي
ذكرناها لا تزال تجريبية ولم تستعمل إلا على
الحيوانات حتى الآن الا انها تؤكد امكانية
استعمال العلاج الجيني في المستقبل على
الرجال المصابين بالعجز الجنسي بزرع الجينات
السليمة لتحل محل الجينات المشوهة وذلك مرة
او مرتين سنوياً في الأجسام الكهفية للحصول
على انتصاب طبيعي وعفوي والاستغناء عن
العقاقير والوسائل العلاجية الأخرى التي
تستعمل حالياً للعجز الجنسي.
ولكن لابد من التشديد على نقطة مهمة مردها
ان العلاج الجيني الذي قد يستعمل ايضاً
الكثير من الأمراض الوراثية لا يزال
تجريبياً وقد يسبب مضاعفات خطيرة ونادرا
مميتة نتيجة التفاعل المناعي ولكنه ولاشك
انه قد فتح آفاقاً واسعة ومشرقة لمعالجة
العجز الجنسي والشفاء منه بمعونة الله
سبحانه وتعالى بطريقة طبيعية قد تصبح
الوسيلة المثالية بمعالجة تلك الحالة
المنتشرة عالمياً والتي تنغص حياة الملايين
من الرجال وتؤثر على جودتها وتسبب لهم
المشكلات الطبية العائلية والنفسية
والاجتماعية فيساعدهم ذلك على استعادة
قدرتهم الجنسية والاستمتاع بحياة ممتعة
وهنيئة ان شاء الله.